همس ܓܨالإدارة العـــامةܓܨ
عدد المشاركات : 2735 العمر : 33 تاريخ الميلاد : 04/11/1990 تاريخ التسجيل : 17/03/2010 العمل/الترفيه : طالبة نقاط : 8366 جنسيتى : الجنسية : المهنة : المزاج :
| موضوع: حسام وشرين الجزء العاشر الأحد مارس 21, 2010 4:26 pm | |
| [size=21]الحلقة السابعة و العشرين
كان حسام فى سباق مع الزمن ،
اتصل باحد اصدقاءه الذى دله
على اقرب مأذون للمنطقه و
اتصل بامه ليخبرها انه سيعقد
قرانه على شيرين الان قبل
سفرها و لم تسأله عن التفاصيل
لكنها منحته مباركتها و رضاها و
سمعها تزغرد فى الهاتف ، ثم
انطلق بكل سرعته للمستشفى ،
ليجد شيرين قد خرجت لتوها من
حجرة الكشف ، و كان هناك
مسجد صغير ملحق بالمستشفى ،
دخل الجميع المسجد و صلوا
العصر ، ثم بدأ المأذون عمله ردد هشام خلف الماذون : زوجتك ابنتى و كانت شيرين خلف اباها تردد بشفتيها : زوجتك نفسى و قال حسام و عيناه على حبيبته : و انا قبلت زواجها و دعا لهما المأذون و تبعه الناس فى المسجد
اللهم بارك لهما ، و بارك عليهما
، و اجمع بينهما فى خير
و كان هذا كل ما يتمناه كلا
العروسين ، ان يجمع الله بينهما
فى خير
تقدم منها حسام ولم يحس بذرة
خجل ، و هو يضمها بين ذراعيه
، ياه ، كم هى رقيقه هذه
الانسانه ، كم هى حنونه ، انه
يحس انه يحتضن زوجته و ابنته
و اخته اللاتى لم يعرفهمن ابدا ،و
دعا الله ان يحميها و يشفيها
اما هى ، فعندما احتضنها ، كانت
فى البدايه خجله من اهلها ، ثم
تذكرت انه اصبح اهلها و زوجها
و حبيبها ، و هتفت من اعماقها : اللهم لك الحمد كما ينبعى لجلال وجهك و عظيم سلطانك لم تكن تتصور انها ستستطيع ان
تراه او تلمسه ثانية ، و ها هو
الله يجمع بينهما فى حلاله ، بعد
البعد و الفراق ، و يبدل حزنهما
فرحا
و انطلق بعدها موكب السيارات
و معها حسام فى سيارتها للمطار
، و طوال الطريق يدها فى يديه ،
و راسها على صدره ، و هى
تحس بقلبه ينبض مع قلبها نبضاً
واحداً ، انه الان زوجها و حبيبها شيرين : انا حادعى يا حسام فى الكعبه ان ربنا ما يفرقناش حسام : ربنا هو اللى جمعنا النهارده يا شيرين ، انا صحيح جيت عند البيت كذا مره قبل كده ، لكن انى اجى النهارده فى اللحظه دى بالذات ، هى دى المعجزه شيرين : كنت عارفه انى لو شفتك حانهار ، و عمرى ما حاعرف اكذب عليك و لا اقولك انى مش عايزاك حسام : ما تتكلميش فى اللى فات خلاص و ما تقوليش مش عاوزاك ابدا ابدا شيرين : حاضر ، انا حاسمع الكلام ، عشان كلام جوزى حسام : بس كده عشان جوزك ، ماشى يا شيرى يا ريتنى كتبت عليكى من اول يوم شفتك فيه شيرين : كان نفسى كتب كتابنا يكون فى ظروف مختلفه و تقدر تفرح زى اى .. قاطعها حسام : افرح ؟ انتى بتهذرى ، النهارده انا ارتفعت من قاع الياس لقمة السعاده مره واحده ، انا اتحدى لو حد فى الدنيا فرح بكتب كتابه زيى ، كل ما الحاجه بتكون اصعب ، فرحتها بتزيد و الرغبه فى الحفاظ عليها تتضاعف شيرين : ربنا يكمل فرحتنا يا حبيبى ، بس اوعدنى انك ما تسيبش البعثه تضيع منك حسام : اوعدك و كان المنظر فى المطار عاطفيا
لدرجة انه اثار دهشة كل من راه
، كان هشام بك و عائلته فى
قاعة كبار الزوار استعداداً للسفر
، و العاشقان يرفضان الفراق ،
حتى عندما جاء ميعاد الطائره ،
ظلت ايديهما متشابكه ، و كانت
شيرين فى ملابسها البيضاء تبدو
مثل العروس فى ليلة زفافها ،
هى فعلا كانت عروس
يتم زفافها على المجهول
ربط حسام على قلبه فى النهايه ،
و احتضنها بحب ، و هو يدعو
الله ان يحفظ زوجته و ان يجمع
شملهما على خير
و تحركت شيرين محاطه بابويها
و اخاها ، و راسها ملتف الى
الخلف تتابع حسام بعينيها ، كأنها
تملا عينيها قبل الرحيل ، و
تتمنى من كل قلبها الا تكون تلك
المره الاخيره التى تراه فيها
بعد سفر شيرين ، اتجه حسام فى
البدايه الى منزله وحكى لامه
جميع التفاصيل ، و لم يخف عنها
شيئا بما فيه احتمالات عدم
الانجاب
فحزنت امه لحال الشابه الصغيره
و مرضها اكثر من اكتراثها لما
قد يحدث قائله : الخلفه و عدم الخلفه دول بيد الله يا حسام ، ده انت نفسك انا خلفتك بمعجزه بعد ما كنا يئسنا انا و والدك من الخلف ، و بعد ما طفنا على الدكاتره ، ربنا بعتك لينا يا حسام بعد جوازى بعشر سنين و كان سنى وقتها تلاتين سنه ، ووالدك الله يرحمه كان سنه اربعين سنه ، و لا كان عندى مرض ولا هو ، لكن ربنا لما شاء حرمنا و لما شاء اعطانا ، ليه نشغل نفسنا بحاجات داخله فى علمه و مشيئته الهى يشفيكى يا شيرين يا مرات ابنى و يسعدكم انتم الاتنين ببعض ، عالم بى و حاسس بشكوتى يا رب و كانت الدموع بدات تلمع فى
عينى الام حينما جثا حسام على
ركبتيه امامها ، واضعاً راسه
على حجرها كما اعتاد كلما اهمه
شىء ، و اخذت امه تتحسس
راسه و تقرا القران و الادعيه
كما اعتادت منذ كان طفلاً
حسام : بس انا مش متصور يا ماما انى ما كونش جنبها فى العمليه الام : طيب ما تروحلها يا حبيبى دى مراتك دلوقتى و محتاجالك حسام : بس انا وعدتها انى ما اضيعش البعثه و ما اضيعش املكم انت وبابا فية الام : دى امريكا فيها جامعات كبيره ، مش جوز اخت شيرين بيحضر دكتوراه هناك ، ما تتصل فيه و تساله كده لو كان ممكن تقدم هناك و تغير البعثه و خلاص حسام : أغير البعثه ؟ الام : مش عارفه يا ابنى انا ما فهمش زيك ، بس اللى اعرفه انك عمرك ما حاتطمن و انت فى لندن وهى فى امريكا ، ده غير ان العمليات دى ممكن تطول و ممكن تحتاج هى متابعه بعدها ، و يمكن يكون صحيح اهلها ناويين انها تكمل دراستها هناك طيب ليه البعد و الفرقه دى بعد تفكير قصير فى كلام امه
اتصل حسام بالمشرف على
رسالته بالكليه و ساله عن امكانية
تغيير البعثه الى امريكا بدلا من
انجلترا
ليس حبا ً فى البعثه او حرصاً
على مستقبله ، بل لانه وعد
شيرين انه لن يترك البعثه و كان
يتمنى الا يخلف وعده معها ان
استطاع
و كل نيته انه ان لم يستطع ،
فسيخلف وعده بكل تاكيد
و جاءت اجابة المشرف مخيبه
لامال حسام ، اذ ابلغه انه من
الواجب ان ينفذ السفر الى
انجلترا لان الجامعه هناك متعاقده
مع جامعة القاهره لشئون
البعثات و لا سبيل لتغيير الوجهه
لكنه ترك بصيصا من الامل
لحسام حين ابلغه انه من الممكن
ان يسجل للدكتوراه فى اى
جامعه عالميه اخرى ، لكن
ستكون الدراسه باكملها على
حسابه الشخصى و ليس على نفقة
الجامعه ، ووقتها سيضطر لاخذ
اجازه رسميه من منصبه
بالجامعه ، و لن يضمن مكانه بعد
العوده و كذلك لا يضمن اعادة
تعيينه من اساسه
توكل حسام على الله و اتصل
باشرف زوج اخت شيرين
بامريكا ، و كان قد كلمه قبل ذلك
مكالمة تعارف بناءً على رغبة
شيرين ، و ابلغه بالموقف كاملا
و طلب منه المساعده فى ايجاد
جامعه لاعداد الدكتوراه ، مع
تكفله بالمصاريف اللازمه
طمأنه اشرف بان الموضوع لن
يكون صعبا و ابلغه ايضا
بالاموال التى تتكلفها الدراسه
هناك ، و انه من الممكن ان يجد
عملا فى مركز ابحاث او فى
الجامعه نفسها التى سيعد فيها
الدكتوراه ، و طلب منه حسام
عدم ابلاغ شيرين عن اى من
هذه التفاصيل خشية الا تكلل
مساعيه بالنجاح و يتسبب ذلك فى احباطها .
و مرت الايام التاليه فى
استعدادت للسفر ، اتت بكل ما
يتمناه حسام فعلا ، اذ تمكن زوج
شاهى من تسجيل حسام فى
الدراسات بنفس جامعته ، و اسعد
ذلك حسام اذ سيتمكن من الوفاء
بوعده ، و فى نفس الوقت يتواجد
معها
و كانت شيرين فى هذه الاثناء
تقضى معظم وقتها فى رحاب
الكعبه مع والدتها ووالدها و تدعو
ربها و قلبها متجه اليه ، و
عيناها معلقه ببيته المحرم ان
يفرج همها كربها ، و الا يخذل
والديها و حسام و لا يسئهم فيها و
تهتف من اعماقها : ، اللهم ان امتنى الان فسأموت سعيده و راضيه ، لكن املى فى كرمك لا ينقطع ان تمنحنى فرصة العيش مع من احب ، العيش لمن احب ، و ان اردتنى الى جوارك ، احسن خاتمتى و الحقنى بالصالحين يا رب ، و افرغ عليهم صبرا من بعدى يا كريم اذ كانت روحها تهون عليها ولكن
لا يهون عليها حزن اهلها و
احباؤها و قبلهم زوجها
و بعد ايام كانت شيرين فى تنزل
فى المطار بامريكا ، و ينتظرها
هناك ، اختها شاهى و زوجها ،
و ......... حسام[/size] [size=21]الحلقة الثامنة و العشرين
فى ذاكرة الانسان
تحفر صور
و جوه و اشخاص و احداث
لكن بالتاكيد
ذاكرة شيرين ، حفر فيها هذا
اللقاء مكاناً غائراً ، لا يمحوه
الزمن
مهما طال
وكم كانت تتمنى فى تلك اللحظه
للزمن ان يطول
نظرت شيرين اليه ، غير مصدقه
، انه هو ، امامها ، كم استحلفته
بلسانها الا ياتى معها
و قلبها يكذب لسانها ، و يحلم
بوجوده الى جوارها ، حتى
النهايه ، بيده تمسك بيدها حتى
باب حجرة العمليات
يا الله ، كم انت كريم و رحيم
لم تقل أى كلمات ، كان انفعالها و
انفعاله اقوى من اى كلمات ،
فقط دست جسدها الضئيل بين
ذراعيه الممدودتان و صوته يرن
فى اذنها منذ اخر لقاء ، فداكى
عمرى يا شيرين
اما هو ، فأحس انه فى بيته ،
رغم الغربه و البرد و الظروف ،
انها فى احضانه الان ، اذن هو
فى بيته حيث توجد .......... حبيبته
زوجته
حملها كطفله صغيره و دار بها
حول نفسه ، و عيناه مغلفة
بالدموع
و توقف لينظر اليها مليا ، و هى
الاخرى نظرت الى عينيه ، و لم
تقل اى كلمه و كل منهما بوجه
نصفه ابتسامه و نصفه عينان
تدمعان
ووجدت نفسها لاول مره فى
حياتها تفعل شيئاً لم تفعله قط ،
مع اى انسان ، وجدت نفسها
ترفع يده الى شفتيها وتدفن وجهها
فى كفه
و تقبلها
مما جعله ينهار على يداها تقبيلاً
و هو غير مصدق انها لم تأبه
للناس حولها ولا لوالديها ، فقط
عبرت عما بداخلها
و لم يكن بداخلها فقط حب فى
هذه اللحظه ، كان نوع من
العرفان ، كانت تريد ان تبلغه
بغير كلام ، كم تقدر وقوفه الى
جوراها ، و قطعه لنصف الكره
الارضيه ليكون معها
لم يكن يدرى كيف كانت ستسير
به الايام ، لو فقد هذه المخلوقه ،
لو اختفت من عالمه
لكن شيرين كان وجودها مثل
العطر
قد يختفى الشخص ، و يبقى
عطره للابد ، دليلاً دامغاً على
وجوده دليلا يقول : كان هنا انسان جميل ، نبيل ، لا تمحو ذكراه السنين
اندهش والدا شيرين نفسيهما
عندما وجدا حسام ، لكن وجوده
اورثهما الكثير من الارتياح ،
احسا انه سيسهم فى ارتفاع
معنويات شيرين للسماء ، خاصةً
بعد ما لمسا تبدل حالها تماماً
بمجرد ما رأته .
كان ميعاد المستشفى فى اليوم
التالى ، و امامهما ليله باكملها
ليله من العمر ، قد تكون اخر
لقاءهم
طلبت شيرين من امها ان تتركها
مع حسام تلك الليله .
نظرت الام نظره ذات مغزى
لحسام ، الذى طمأنها بنظره
واحده ، انه لم يكن ليؤذيها او
ليجهدها تحت اى ظروف و لم تقل الام غير : انا واثقه فيك يا حسام يابنى ابتسم حسام ابتسامه حزينه قائلاً : اطمنى يا طنط ، انا باخاف على شيرين اكتر من نفسى خرج حسام وشيرين من الفندق
بعد انزال الحقائب ، و حجز
الغرف
و اخذ حبيبته الى احد المطاعم
الذى اخبره اشرف عنه ، و على
ضوء الشموع الخافته ، نظر
لوجهها كانه يراها لاول مره ،
عيناها حبيبتاه ، هل من الممكن
ان يحرم منهما للابد ، هل من
الممكن ان يوقف الزمن لياخذ
منها كفايته الان ، و هل هناك
فعلاً ما يكفيه عمراً كاملاً بدونها
و هى كانت تنظر اليه دون ان
تتكلم ، فقط تراقب انفعالاته و
عيناه ، و تشعر بكل ما فى داخله
، انه لازال كما هو ، منذ وقعت
عليه عيناها ، لا ينظر اليها ،
ينظر بداخلها ، و احست انها
تريد ان تحيا فقط لكى تجعل هذا
الرجل سعيداً
وهى لاتدرى ان مجرد وجودها
بجوراه ، جعله بالفعل اسعد
الرجال
و بعد فتره طويله من ضجيج الصمت قال لها : بحبك يا شيرين انا عارف انى باقولها كتير و باكرر نفسى ، حاولت ادور فى كل القواميس على كلمه جديده تعبر عن شعورى بيكى ، و مش لاقى برضه غير بحبك اغمضت شيرين عينيها لتتشرب الكلمه بكل احساسها ثم قالت : باحبك و اردفت مصطنعه الغضب : بس زعلانه منك يا حسام ، مش اتفقنا تروح البعثه و انت وعدتنى حسام : مانا رحت البعثه اهوه شيرين : ازاى بأه ؟ حسام بمرح : شغل عالى اوى ، سجلت للدكتوراه هنا فى نفس الجامعه اللى فيها الدكتور اشرف جوز اختك ، و اللى ان شاء الله حاتكملى فيها دراستك انت كمان ردت شيرين و قد دار راسها من المفاجأه : ايه ايه ، قول تانى معلش ، دراستى و دراستك فين ؟ حسام : انت فاكره انك بعد ما تطلعى بالسلامه ان شاء الله حاسيبك ترجعى مصر و تبعدى عن جوزك ، لا يا مدام ، حاتفضلى معايا هنا ، انا عملت اجراءاتى خلاص شيرين : اجراءاتك ؟ حسام : يا حبيبتى انت مراتى دلوقتى ، و نجحتى بحمد الله فى الترم الاول ، طبعا عرفت كده وانا فى مصر ، و كلمت شهيره و هى ساعدتنى انى انقل اوراقك ، و طبعا كانت معايا قسيمة الجواز يا عروسه ، و خلاص ، انت اتدبستى فيا رسمى لم تطق شيرين نفسها من الفرحه فانتصبت واقفه و هى تقول و قد ملأها ما فعله حسام بالامل : يعنى انت ما خسرتش البعثه يا حسام قام حسام هو الاخر واقفا : و لا انت خسرتى النص ترم ده يا عيون حسام ، و ان شاء الله نخلص دراستنا و نرجع بلدنا و بدون اتفاق انسحبا الى جانب
طاولتهما ، و ذابا فى احضان
بعضهما ، و كانت موسيقى
الكمان بدات بالعزف فى المطعم
الراقى
و لاول مره يرقصا سويا بحق ،
اذ كانا خلال رقصتهما فى
الخطوبه متباعدين عن بعضهما ،
لم تكن زوجته بعد ، لم يستطع
ضمها لصدره كما يفعل الان ،
و للعجب لم تتحرك غرائزه ،
احس انهما فى تلك الليله اعلى
من الغرائز ، فقط تحركت
مشاعرهما ، كما لو كانا كائنين
نورانيين ، تعاليا على طبيعتهما
البشريه ، و رفعهما حبهما
الملائكى ، الى مرتبه اعلى و
اسمى بكثير من قيود الجسد و
رغباته الدنيويه
و تمنت لو قضت الليله كلها بين
احضانه فى هذا المكان الجميل ،
لكن سرعان ما انتهت الرقصه ،
و بعدها انتهى العشاء و عادا الى
الفندق
ذهبا سوياً لغرفة شيرين ، و اول
ما فعلا هو الوضوء و الصلاه ،
و تبعاها بصلاة شكر لله تعالى
الذى جمعهما ، و بدأ حسام يدعو
دعاء الحاجه بصوت رخيم ، و
تردد خلفه شيرين شيرين بعينان
دامعتان و هما يبتهلان الى الله
الذى جمعهما ، الا يفرقهما قط شيرين : فاكر اول يوم قلت لى فيه انك بتحبنى ؟ حسام و قد احمر وجهه : فاكر طبعاً ، صدقينى يا شيرين انا عمرى ما كنت جرىء و لا مقتحم زى ما نتى فاكره ، انا كتبت الكلام ده بينى و بين نفسى ، و فجاه لقيت نفسى بادوس انتر و الكلام وصل عندك شيرين : الكلام وصل عندى قبل اليوم ده بكتير ، من ساعة ما بصتلى بعد ما صحيت من الاغماءه ، ساعتها حسيت انك بتحبنى من غير ما تقول ولا كلمه عمرى ما تخيلت ان ربنا يكون بيحبنى لدرجة انى اشوف معاك السعاده دى كلها اطرق حسام و فكر بينه و بين نفسه : انها بالرغم من كل الامها و مرضها سعيده ، الحمد لله ان وضعنى فى طريق هذا الملاك ، حتى لو اورثتنى حزن العمر كله ، يكفينى اسعادها ولو لحظه واحده كان الفجر قد اقترب ، فظلا
يرقبان الشرفه التى كانت تطل
على بحيره رائعه الجمال ، لكنها
تقترب من التجمد ، و على
جانبيها الاشجار قاربت على
الجفاف من شدة البرد و لم يتبق
فيها ورقه واحده ، و تساءل
الاثنان فى نفس اللحظه ، هل
ستتاح لهما رؤية هذا المنظر ،
معاً ، الربيع القادم ، و قد اكتست
جنبات المكان بالخضره ، و
اينعت الزهور و سالت مياه
البحيره باشراقة شمس الربيع
الدافئه عليها ؟[/size] [size=16]الحلقة التاسعة و العشرين
حينما اقترب ميعاد نزولهما
للمستشفى ، دخل حسام حمام
الغرفه كى يتيح
لشيرين تغيير ملابسها دون خجل
، اذ كان مصراً ، على منحها
خصوصية الخطيبه ، بالرغم من
عقد قرانهما ، أملا فى ان
يمنحهما الله الفرحه كامله غير
منقوصه يوم عرسهما
و بعد تغيير ملابسهما و الاستعداد
، اقترب منها حسام و قبل راسها
، فجفلت و ارتعشت ، و لكنها
لاول مره فى حياتها تجد فى
نفسها الجرأه ، لكى تتحرك و
تقف على اطراف اصابعها و
تمس خده بشفتاها ثم لتلمس شفتاه
لم تكن قبله ، كانت مجرد لمسه ،
لكن حسام احس بانها لمست قلبه
و اعماقه ، ولم يطلب اكثر من
ذلك ، بالرغم من رغبته الشديده
فى تقبيلها فقط همس : باحبك دفنت شيرين راسها فى صدره ،
ثم اعطته مظروفاً مغلقاً على
رساله ، و طلبت منه ان يقرأها
و هى فى غرفة العمليات ، لانها
سطرت فيها ، ما لم تستطع قوله
بلسانها
ثم تمت جميع الاجراءات فى دقه
و سرعه غريبه ، اذ كانت شيرين
مستعده لانها لم تتناول طعاماً
منذ عشاء امس ، و كانت
الفحوص و الاشعات قد وصلت
من مصر قبلها بايام و اقر
الاطباء انها جاهزه للعمليه ، لم
تكن عملية استبدال قلب ، فقط
عمليه لتغيير الصمام ، و بعدها
قد يعمل القلب بصوره تقترب من
الطبيعيه و قد لا يعمل ، و
يتوقف الامر على متابعتها
للساعات القليله بعد العمليه ، لان
عضلة القلب كان بالفعل ضعيفه ،
و اخبرهم الاطباء باعصاب
بارده ان شيرين قد لا تتحمل
التخدير لفتره طويله
و عصر ذلك اليوم امسك حسام
بيدها و هى نائمه كالملاك على
ترولى العمليات ، مغطاه
بالملاءات ، و رغم ثبات
ملامحها ، وجد يدها تختلج و
ترتعش فى يده مثل عصفور
صغير ، و احكمت قبضتها على يده قائله : ادعيلى يا حبيبى و دخلت شيرين غرفة العمليات
و لم يعد لحسام و لا لاحد فى
الدنيا ، ما يفعله ، غير الابتهال لله
ان ينجيها
تمنى ساعتها لو كان هو الممدد
بالداخل مكانها ، و تعيش هى و
تبقى
لو كان الامر بيده لاعطاها قلبه ،
و عاش بداخلها ما عاشت هى
لكننا لا نختار مقدراتنا ، و لا
نختار من نحبه ، حتى اسماءنا لا
نختارها
اتصل حسام بامه و هو يبكى قائلاً : ادعى لها يا ماما ارجوكى ثم انزوى فى احد الاركان وحيداً و فتح رسالتها : حبيبى و زوجى و بهجة عمرى .... ..حسام اسمك بالنسبه لى اصبح مساوياً لكمة احبك ، عندما ادعوك حسام حسام ان تسببت يوماً فى جرحك او فى عذابك ، و اعلم انى لو عشت او مت ، لن اعرف الفرق ، لانى عشت معك فى ايام ، ما لم يره غيرى فى عمر كامل ، لكن حزنى سيكون عليك انت ، سامحنى يا حبيبى لو تركتك ، لن يكون ذلك باختيارى ، و لكنك انت اخترت ، اخترتنى يا حسام ، و تبعتنى الى اخر الدنيا ، و لو كانت الليله الماضيه اخر ليالى عمرى ، لكانت اعظم نهايه لاسعد حياه ، لقد علمتنى معنى الحب ، و التضحيه ، و لو قرات الاف الكتب ما تعلمت منها ما عرفته معك فى لحظات قصيره ، يوم تمسكت بى رغم عدم ترحيب اهلى ،لحظة فديتنى بنفسك و ادعيت قيادة السياره ، لحظة قابلتنى تحت منزلنا و انت تظن انى توقفت عن حبك و مع ذلك ، لم تتوقف عن حبى ، و تمسكت بعقد قرانك علىّ رغم ان حياتى مهدده ، و تاج على راس تضحياتك ، لحظة رايتك امس فى المطار ، لقد جعلتنى اعيش العمر كله فى ليله واحده . اريدك ان تعدنى انه مهما حدث ، مهما كانت النهايه ، تعدنى انت تتشبث باحلامك ، و احلامى ، و لا تظن انى لو مت سارحل بعيداً ، ستظل روحى ترفرف حولك ، تسعد بسعادتك ، و تشقى لو راتك حزيناً ، اما لو عشت ، فأعدك ان اهب كل لحظه فى عمرى لاسعادك ، كما اسعدتنى و انتشلتنى من اعماق اليأس ، و اخر دعائى لربى ان يجمعنى بك فى الدنيا لو قدر لى الحياه ، ولو غير ذلك ، يجمعنى بك فى جناته ان شاء الله و كما قلت لى سابقاً لم اجد كلمه اكبر من احبك حبيبتك و زوجتك الى الابد ......شيرين[/size] | |
|
توتا شخصية غالية علينا
عدد المشاركات : 2385 الموقع : https://bollywood.yoo7.com العمر : 33 تاريخ الميلاد : 24/07/1990 تاريخ التسجيل : 10/09/2009 العمل/الترفيه : الرسم نقاط : 8115 جنسيتى : الجنسية : المزاج :
| موضوع: رد: حسام وشرين الجزء العاشر الثلاثاء مارس 23, 2010 1:44 am | |
| والله عيونى دمعت بجد مش عارفه اقول اية غير هو دا الحب بجد والتضحيه تسلم ايدك على الجزء فى منتهى الروعه والاحساس تقبلى مرورى | |
|