صناعة ماء الورد في الجبل الاخضر حرفة عريقة
يزرع الورد في نيابة الجبل الاخضر بكميات كبيرة
ويقوم المزارعون بتصنيع هذا الورد كغيره بطريقة طريفة ولكنها ممتعة في نفس
الوقت ولكن المشقة والتعب فيها حين يجعل صاحب الحرفة على ثمرة جهده على
ماء الورد المقطر الصافي فكيف يتم ذلك في شهر ابريل عندما تتفتح زهور
الورد يقوم المزارع او الحرف بقطع زهور الورد تم يأخذها الى المصنع سواء
الحديثة او القديمة المبنية من الطين والحصى وله باب صغير وهي على شكل
فتحة وضع عليها غطاء مصنوع من الفخار ويكون عددها زوجيا يتلاءم مع كمية
الورد المراد صنعه وهذه الحرفة تسمى بالدهجان حيث تحشى البرم بالورد
المقطوف ويبقى بالبرم فراغ يوضع به اناء نحاس الذي يسبل اليه الماء المقطر
من الورد ثم يغطى البرم باناء اخر مصنوع من نحاس ايضا مخروطي الشكل من
الاسفل يتسع للتر من الماء البارد ثم تشعل النار في الدهجان بواسطة الحطب .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لجبل الاخضر في ليبيا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعاني المزارعون في منطقة الجبل الأخضر من الإهمال المتعمد الذي تمارسه
معهم العصابة الحاكمة في ليبيا بداية من عدم توفر المياه الصالحة للري،
رغم كل الدعاية الغوغائية التي قام بها النظام عن مشروع النهر الصناعي
العظيم، فان هؤلاء المزارعين يعتمدون بالكامل في زراعتهم على شراء المياه
وينقلونها عبر سيارات النقل ذات الصهاريج التي وصل سعر الحمولة إلى خمسة
وثلاثين دينار للسيارة الواحدة، ويقومون بتخزين هذه المياه في صهاريج
أرضية قاموا بتجهيزها لهذه المهمة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وللعلم فإن المزارع قد يحتاج للموسم
الواحد أكثر من مائة وخمسين سيارة لسقاية محصوله. ونظرا لهذه الأوضاع
المزرية فان إنتاج الجبل الأخضر بدأ يتضاءل عام بعد عام، وأصبحت أشجار
الفاكهة مهددة بالموت لعدم توفر الكميات الملائمة من المياه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وكعادة النظام في الاستفادة من كافة الأوضاع البائسة التي يخلقها، فقد
ظهرت على السطح ظاهرة تجارة المياه وسيطر عليها أعوان وزبانية النظام وذلك
لتحقيق مزيد من الثراء السريع على حساب معاناة المواطن.
وقد
عانى موسم التفاح لهذه السنة من عدة كوارث كبيرة بداية من عدم توفر
المبيدات الحشرية والتي كان من المفروض أن توفرها الجمعيات الزراعية مع
حلول شهر مايو حيث تبدأ زهور شجر التفاح في الظهور وتهاجمها الحشرات
الضارة لتعشش فيها إلى حين تكون التفاحة ومن تم تفقس اليرقات وتلتهمها من
الداخل مما يستدعي رشها بالمبيدات، إلا أن هذه الجمعيات البائسة تأخرت في
تسليم هذه المبيدات للمزارعين إلى حدود شهر أغسطس حيث تنتهي الحاجة إلى
هذه المبيدات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقد اضطر المزارعون –خلال الموسم الماضي- إلى شرائها من السوق السوداء
التي يسيطر عليها أعوان النظام والعاملين في الجمعيات الزراعية أنفسهم
وبأسعار مرتفعة جدا. ويشتكى المزارعون من عدم توفر بعض المبيدات وخاصة
المبيد المضاد لحشرة حفار الساق التي أنزلت كارثة ببعض المناطق في الجبل
الأخضر، حيث أبيدت محاصيل ومزارع بأكملها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتجدر الإشارة إلى غياب دور المرشد الزراعي الذي يقوم
بجولات ميدانية لفحص الأشجار المتضررة ووصف المبيدات المناسبة وتقديم
توصيات للجهات المختصة وتحديد احتياج البلاد كل موسم لأي نوعية من
المبيدات ومعرفة مدى فعالية هذا المنتج أو ضررها على البيئة الخ، وكذلك
فحص التربة لأن أغلب المزارعين في ليبيا هم أناس بسطاء وأميين يجهلون
الكثير من المعارف الحديثة ولم يتلقوا أي تعليم مناسب في الزراعة أو في
تسويق منتجاتهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كذلك يشتكى
المزارعون من تدني أسعار بيع محاصيلهم، نظرا للكميات المستوردة والوافدة
من دول الجوار دونما رقيب أو حسيب، وطالبوا بدعم القطاع الزراعي وتوفير
فرص للتصدير والتصنيع المحلي. وقد ذكر أحدهم أن الدولة قامت بإنشاء مصنع
في منطقة الجبل الأخضر ليقوم بشراء محاصيل الفلاحين إلا أن عصابات النظام
لم تترك المجال لهم وسيطرت على المصنع وقامت بوضع شروط صعبة جدا للتعامل
معه أهمها التوقيع على وثيقة عدم مطالبة بسداد ثمن البضاعة قبل سنة من
تاريخ التسليم فضلا عن الأسعار المتدنية جدا التي يحددونها في كل موسم مما
أجبر المزارعون على عدم التعامل مع هذا المصنع الذي بدأ يستورد البودرة من
الخارج لصناعة منتجاته والتي من المفروض أن تكون طبيعية.
جدير بالذكر أن الجبل الأخضر يعد أفضل وأنسب منطقة
زراعية في ليبيا، خاصة في القمح والبقول التي تعتمد على الأمطار، وفي
أشجار الفاكهة (التفاح والخوخ والكمثرى وغيرها)، وهي منتجات تدعمها الدول
المجاورة عن طريق دعم المزارع وتوفير حاجات المنتجات الزراعية من مبيدات
وأسمدة وغيرها، كما تعمل تلك الدول على تثقيف المزارع ودعمه بالمرشدين
والمهندسين الزراعيين، وتسعي جاهدة إلى إيجاد أسواق لهذه المنتجات. أما
مزارعي الجبل الأخضر فتوضع أمامهم المصاعب والعراقيل التي باتت تهدد
مزارعا بأكملها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يـــتــــبــــع
مع مدينتين جدد