على الرغم من توالي السنون، لا يزال عبق رائحتها وصورة إطلالتها تخترقالحواس فتزداد جمالاً آخاذاً على جمالها وأنوثة متدفقة على أنوثتها ..تختفي أحياناً كضوء القمر ثم تعود سريعاً لتنير شعلة موهبتها ودفء لحظاتنا.. عقلها ينافس جمالها .. تدهشك ببساطتها وتقنعك بأفكارها .. وتبهركبقدرتها على التعبير عن نفسها.. التزامها جزء من سلوكها وبساطتهاأهم مفردات شخصيتها وذكاؤها مفتاح نجاحها .. هذا النجاح الذي صنع منهانجمة لها بريق ووهج وألق خاص يحمل توقيع الوردة الحمراء "يسرا"..معبزوغ هلال رمضان أطلت علينا يسرا على مدى أكثر من ثلاثين حلقة خلال شهررمضان ..ارتدت ثوب الدكتورة "فاطمة" التي تعمل في مصلحة الطب الشرعيلتكشف الألغاز المستترة وتفك طلاسم الغموض التي تحيط بالكثير من الجرائمالمعقدة ومساعدة أجهزة الأمن في البحث وراء الأدلة التي تؤدي إلى التوصلإلى مرتكبيها..وبعد انتهاء الشهر الكريم قالت الدراما الرمضانية كلمتها ومنحت صك النجومية علامة امتياز لفاكهة رمضان المتجددة يسرا ليضاف "بالشمع الاحمر " الي قائمة طويلة من الاعمال المتميزة..فيالبداية بادرتني يسرا باعتراف صريح بأنها أصبحت تعيش أسيراً تحت سطوةمشاعر ترقب ممزوجة بالخوف والقلق الرهيب إزاء ردود أفعال الجماهير حولمسلسلها بالشمع الاحمر .. وتقول: "بصراحة شديدة .. أعيش الآنخوفاً مفزعاً بعد عرض عملي الجديد وما إذا كان قد تقبله الناس أم لا،وأعتبر أن هذا شعور طبيعي لأنك تظل في كل عام تراهن على أن اختيارك صحووارد أنك في مرة ما تخطيء الإختيار، وهذا أخطر شيء، ومنذ صغري والحمد للهمرت في حياتي نجاحات عدة كما مرت عليّ لحظات فشل عدة لكن ولا مرة سبب ليالنجاح إحساساً زائد بالثقة أو إحساساً بالغرور، وأرى أن النجاح الكبيريخيف أكثر من الفشل لأنه يضعك في مأزق وهو أن الناس ينتظرون منك حاجة مثلالتي نجحت وبالتالي ربما تقدم عملاً متميزاً، ولا يلاقي نجاحه الجماهيري،فالجمهور ما عندهوش كبير لا يسرا ولا غيرها وبالتالي الحكم يكون على مدىتأثير العمل في الناس وليس اسم الفنان"..أما كواليس اللقاء الذيالذي يجمع بين يسرا وشخصية "الدكتورة فاطمة" فترويها قائلة: "تقابلتبالصدفة مع الكاتبة مريم ناعوم عقب مشاهدتي لفيلمها "واحد صفر" الذيأعجبني بشدة، وبالفعل اتفقت معها على فكرة جديدة ومبتكرة تصلح لمسلسلتليفزيوني وكان "بالشمع الأحمر" هو باكورة التعاون بيني وبينها بمشاركةورشة كتابة تضم إلى جانب مريم نخبة من الشبان الموهوبين في مجال الكتابةالدرامية وهم كل من نادين شمس ونجلاء الحديني ومحمد فريد، وعلى فكرة لايوجد أي عمل درامي حاول التطرق أو تسليط الضوء من قبل على طبيعة مهنة الطبالشرعي وأسلوب أداء عملهم أو طريقة معيشتهم بالرغم من أن هؤلاء هم بمثابةاليد الثانية للعدالة والأمن والأمان في مجتمعنا، وأستطيع القول أنالأطباء الشرعيون جنود مجهولون فعلاً لا يعلم أحد عنهم شيئاً سواء منالناحية الإنسانية أو المهنية ولا ندرك حجم المصاعب التي تواجههم يومياًفي سبيل تأدية واجبهم من أجل استقرار الأمن ونشر العدالة في المجتمع".. وتواصل:"حصلت بالفعل على كورسات تدريبية مكثفة من أجل إجادة الملامح والأبعادالوظيفية والمهنية للشخصية على يد الدكتور السباعي كبير الأطباء الشرعيينسواء من حيث المصطلحات والألفاظ الدارجة المتداولة لديهم أو طريقة إمساكالمشرط الخاص بالتشريح أو كيفية فحص الجثث وغيرها من التفاصيل والإجراءاتالدقيقة، بصراحة أكثر طلع عيني من المذاكرة وصعوبتها لأن حاجات كتيرة جداًمش كنت عارفة أحفظها ولا أفهمها"..وتستطرد: "المسلسل تناول بشيء منالتفصيل عشرة من الجرائم والقضايا الحقيقية والمهمة التي هزت الشارعالمصري خلال الأعوام الأخيرة واستحوذت على اهتمام الرأي العام مابين حوادثقتل واغتصاب وغيرها والتي كان للطب الشرعي اليد الطولى في الكشف عن هويةالجاني"..ما بين حلم الطفولة وأجنحة الدراما تحلق يسرا بالبالطوالأبيض مرة أخرى بعد سلسلة من الأدوار التي جسدت من خلالها شخصية الطبيبةكان آخرها شخصية الدكتورة النفسية عبر مسلسل "خاص جداً" العام الماضي وهوما تفسره بقولها: "منذ نعومة أظفاري كان يراودني حلم جميل في أن أصبحطبيبة مشهورة، كان نفسي موت أطلع دكتورة، كنت البس البالطو الأبيض الليماما اشتريتهولي مخصوص واعلق السماعة البلاستيك في وداني من هنا وأمسكواحد واحد في البيت وهات يا كشوفات على القلب والبطن والمفاصل ومش بانسىطبعاً اكتب له الروشتة على طريقة الدكاترة واديله النصايح علشان يكون كويسلكن طبعاً الهوس والولع اللامعقول بالفن حال بيني وبين تحقيق هذه الأمنيةالوردية وهو ما يجعلني أشعر بسعادة غامرة عندما تكون الشخصية التي أؤديهالطبيبة، وبالرغم من تعدد الشخصيات في هذا الإطار عبر عدة أعمال فنية إلاأن التنويع ينبع من اختلاف تخصصاتها والتوليفة الدرامية نفسها"..وفي نفس الإطار تسرد يسرا مساحات التقارب والتشابه بينها وبين شخصية الدكتورة فاطمة قائلة:"التقاطعات المشتركة بين الدكتورة فاطمة وشخصيتي في الحياة كثيرة فهيإنسانة "مقاتلة" من الطراز الأول، صاحبة مباديء لا تتوانى عن خوض حروباًشرسة في سبيل الدفاع عن قضية تؤمن بها حتى وإن دفعت الثمن حياتها هذافضلاً عن حب الناس والإخلاص والتفاني في كل تفاصيل حياتها وعملها إلى أقصىالحدود، مش عارفة ليه استشعر أنني أشبه غالبية الشخصيات التي أقدمها فيمشاعرها، وفائها، حبها، وحتى لحظات ضعفها"..أما كلمة السر فيالتعاون الذي يجمع بين يسرا والمخرج سمير سيف فتعلق عليه قائلة: "سميرسيف صديقي وعشرة عمر، مخرج عبقري وشخصية محترمة بمعنى الكلمة له مكانةوقيمة فنية كبيرة، احنا مش هنعرف بعض النهاردة، ياما اشتغلنا مع بعضوحققنا نجاحات وبصمات فنية متميزة سينمائياً وتليفزيونياً، مين يقدر ينسىمسلسل "أوان الورد" وكمان فيلمي "المولد" و"عش الغراب"..وحول الأقاويل التي ترددت وما أثير عن نشوب خلافات بينها وبين المخرج "سمير سيف" أثناء التصوير فترد قائلة:
"هذا كلام عار تماماً من الصحة .. حرام عليكم كفاية بقى .. نفسي اعرفبيجيبوا الكلام الفارغ ده منين .. أنا عارفة ان فيه ناس تتربص بي ومع كلعمل جديد تنطلق ألسنة الشائعات السخيفة والمستفزة دون أدنى وازع من ضمير.. من الآخر عاوزة أقول هناك نوع راق من الحوار بيننا بموضوعية مش خناقاتوتجريح وكلام فاضي، وعلى فكرة أنا لا أستطيع العمل مع أي شخص لا أشعربالراحة النفسية تجاهه، وليس أدل على كلامي من روح المحبة التي تجمع فريقالعمل، ومن ثم فإن كل ما يتردد عن خلافات بيني وبين سمير سيف محض كلامخاطيء لا يستند إلى أية حقائق سعى إلى تشويه صورة المسلسل حتى قبل عرضه".